في بداية تعلم الطفل للرسم، يجول الطفل بأقلامه على الأوراق والجدران مخلفًا خطوطًا متشابكة تنمّ عن تجريبه لقدراته الحركية دون هدف محدد للتعبير عن مشاعره.
يعد هذا التفاعل مع المحيط فرصة لاستكشاف المساحات والأسطح بطريقة حرة وغير مقننة، تتيح له التعبير عن نفسه ضمن مرحلة تكون فيها الأعمال الفنية نتيجة للعب والاستمتاع بالحركة.
مع مرور الوقت، يبدأ الأطفال في تطوير طرقهم في الرسم حيث يميلون إلى التقليد الأولي للأشخاص من حولهم، مستخدمين الأقلام ومواد التلوين بتلقائية تامة.
تتسع قدراتهم لتشمل أشكالًا متنوعة وأساليب عديدة تظهر تقدمهم في الفهم والإدراك.
تتطور مهارات الطفل فيما بعد ليبدأ برسم الرموز التي تحاكي الواقع بأسلوبه الخاص، معتمدًا بشكل أكبر على الخيال والقدرة على ربط عوالمه اللعبية بالبيئة المحيطة به.
يتطور الرسم ليصبح أكثر تعقيدا ويمثله بشكل يتجاوز المحاكاة البسيطة لما هو موجود.
أما في مراحل متقدمة، يبدأ الطفل في تجسيد ما هو معروف لديه أكثر من مجرد ما يراه، ويزداد وعيه البصري والتحكم في حركة يديه.
يستقل بأساليبه الفنية، لا يقتصر على تقليد الكبار بل يسعى لإبراز شخصيته وذاته في أعماله والتعبير عن ذاته بشكل أكثر نضجًا وتفردًا.
وأخيرًا، عندما يتطور التعبير اللغوي للطفل، يفصح ذلك أيضًا في رسوماته حيث تصبح أكثر تحديدًا وتنظيمًا.
يعبر كل طفل عن نفسه بأسلوب يعكس تطوره الفردي وتعبيره الخاص، مظهرًا في ذلك موهبته الفريدة التي تختلف من طفل لآخر، مستخدماً ألوانًا وأحجامًا متباينة في رسوماته، وهذا يجسد بوضوح اللغة الداخلية لديه.
فوائد تطوير نمو تعبيرات الطفل فنيا
يساهم تعزيز الحرية الفكرية في تطوير قدرات الخيال والإبداع لدى الأفراد، ما يولد شخصيات قادرة على التحليل النقدي.
تشجيع الأشخاص على التعبير الحر واتخاذ القرارات يسهم في بناء شخصية قيادية ومستقلة.
المشاركة في أنشطة جماعية تعلم الأفراد أهمية التعاون والتفاعل مع الآخرين، مما ينمي مهارات التواصل لديهم ويحثهم على المبادرة والعمل التطوعي.
التحفيز المستمر يمنح الأفراد الدافع للمثابرة وتحسين مهاراتهم، مما يساعد في تكوين شخصيات طموحة ومثابرة.
التعلم من خلال تبادل الآراء والمشكلات مع الأقران يعزز قدرة الفرد على حل المشكلات وقبول النقد البناء بشكل أفضل.
