مين جربت تجميد البويضات؟

مين جربت تجميد البويضات؟

أود أن أشارك تجربتي مع استخدام تجميد البويضات، وهي تجربة فريدة من نوعها تمثل نقطة تحول في حياتي الشخصية والمهنية. في ظل العصر الذي نعيش فيه، حيث تتزايد الضغوطات والمسؤوليات، بدأت أفكر جديًا في مستقبلي الأسري وإمكانية الإنجاب في وقت لاحق من العمر. لقد كان قرار تجميد البويضات بمثابة قرار استباقي لضمان قدرتي على الإنجاب في المستقبل، خاصة في ظل التحديات التي قد تواجه الخصوبة مع تقدم العمر.

بدأت رحلتي بالبحث المكثف والتحدث مع خبراء في مجال الخصوبة لفهم كافة الجوانب المتعلقة بعملية تجميد البويضات، من الإجراءات الطبية والتقنيات المستخدمة، إلى التكاليف المالية والاعتبارات النفسية المرتبطة بهذا القرار. لقد كان من المهم بالنسبة لي أن أتخذ قراري بناءً على معلومات دقيقة وشاملة، لضمان أن أكون مستعدة لجميع النتائج المحتملة.

خضعت لعدة فحوصات طبية لتقييم مستوى الخصوبة والتأكد من صحتي العامة، ومن ثم بدأت في العلاج التحضيري الذي يتضمن تناول هرمونات لتحفيز المبايض على إنتاج عدد أكبر من البويضات. كانت هذه المرحلة مليئة بالتحديات الجسدية والنفسية، لكن دعم الأسرة والأصدقاء كان له الأثر الكبير في تجاوز هذه الفترة.

عندما حان وقت استخراج البويضات، كنت متوترة لكن متفائلة. الإجراء نفسه كان سريعًا ولم يتطلب البقاء في المستشفى لفترة طويلة. بعد الإجراء، شعرت بالراحة لمعرفة أنني اتخذت خطوة مهمة نحو تأمين مستقبلي الأسري. خلال فترة التعافي، تأملت كثيرًا في القرارات التي نتخذها لتشكيل مستقبلنا وكيف أن التكنولوجيا قد أتاحت لنا خيارات لم تكن متاحة للأجيال السابقة.

تجربتي مع تجميد البويضات علمتني الكثير عن الصبر والتخطيط للمستقبل وأهمية الاعتناء بصحتي الجسدية والنفسية. لقد كانت رحلة مليئة بالتحديات ولكنها في النهاية مجزية.

أنصح أي امرأة تفكر في خياراتها المستقبلية للإنجاب أن تستكشف إمكانية تجميد البويضات كخيار لتوسيع نطاق قراراتها الإنجابية. في عالم يتغير بسرعة، يمثل تجميد البويضات خطوة استباقية للحفاظ على الخيارات المستقبلية مفتوحة، مما يمنح المرأة راحة البال والتحكم في مسار حياتها الإنجابية.

 

ما هو تجميد البويضات؟

تعد عملية تجميد البويضات طريقة تتمثل في استخلاص البويضات من المرأة أثناء فترة خصوبتها ومن ثم حفظ هذه البويضات في بيئة مجمدة لاستخدامها لاحقًا في حال رغبت المرأة في الحمل بالمستقبل. يتم إعادة تحويل البويضات المجمدة إلى حالتها الطبيعية عبر عملية الذوبان عندما تقرر المرأة استخدامها لتبدأ مرحلة الإنجاب.

أسباب اللجوء لعملية تجميد البويضات

  • يقل إنتاج البويضات وتدهور نوعيتها مع التقدم في العمر، مما قد يصاحب تأجيل سن الزواج.
  • النساء اللاتي يعانين من اضطرابات المناعة الذاتية قد تجدن صعوبة في الحفاظ على تبويض طبيعي.
  • إذا كانت هناك أمراض وراثية تؤثر على وظيفة المبايض، قد يتأثر الإنجاب بشكل مباشر.
  • النساء المصابات بالسرطان واللواتي يخضعن للعلاج الكيميائي أو الإشعاعي قد يحتجن إلى تجميد البويضات لحمايتها من التأثيرات السلبية للعلاجات التي قد تضعف قدرة المبايض على إنتاج بويضات سليمة.

ما هي خطوات عملية تجميد البويضات؟

1- يبدأ الإجراء بإجراء فحوصات دقيقة للتحقق من مستويات الهرمونات ووجود أي عدوى، كما يتم استخدام جهاز السونار لقياس عدد البويضات المتاحة للتجميد.

2- يتطلب تحفيز البويضات استخدام أدوية خاصة لإيقاف الدورة الشهرية مؤقتًا وتحفيز المبايض، وذلك عبر إعطاء حقن هرمونية بهدف زيادة إنتاج البويضات.

3- يأتي دور استخراج البويضات، حيث يتم هذا الإجراء تحت التخدير العام ويستغرق حوالي 15 إلى 20 دقيقة، باستخدام إبرة دقيقة موصولة بمنظار يعمل بالموجات فوق الصوتية. يتم الوصول إلى البويضات إما عبر المهبل أو عبر البطن بحسب الحالة الشخصية للمرأة، مع استخراج من 15 إلى 25 بويضة.

4- بعد الحصول على البويضات، يتم نقلها إلى المختبر ليتم تجميدها عند درجات حرارة شديدة البرودة. يمكن حفظ البويضات المجمدة لمدة تصل إلى عشر سنوات دون أن تتأثر جودتها.

كم عدد البويضات التي يجب علي تجميدها من أجل الحمل؟

في موضوع تجميد البويضات، تتداخل عوامل متعددة كالوضع الصحي العائلي والطموحات الشخصية في تحديد العدد المناسب للبويضات المجمدة. إذ تؤثر جودة البويضات بشكل مباشر على احتمالات الحمل، وهذه الجودة تتباين بحسب العمر. عادة، تختار النساء في الأعمار المتقدمة تجميد عدد أكبر من البويضات لزيادة فرص الحمل في المستقبل.

للنساء دون الثلاثين، ينصح الأطباء بتجميد ما لا يقل عن 12 بويضة. هذا يعتمد على الفهم بأن المرأة تنتج بويضة واحدة شهريًا، مما يوفر فرصة للحمل كل شهر.

بالنظر إلى قدرة الكثير من النساء في هذا العمر على الحمل خلال عام، فإن تجميد 12 بويضة يعطي النساء احتمالية تتراوح بين 65% و85% لتصبحن أمهات.

مع تقدم المرأة في العمر، يزداد التحدي في الحصول على بويضات ذات جودة عالية، وبالتالي يوصي خبراء الخصوبة بزيادة عدد البويضات المجمدة للحفاظ على نفس فرص الحمل. على سبيل المثال، يشيرون إلى تجميد ما بين 12 إلى 24 بويضة للنساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 31 و35 عامًا.

ماهي مخاطر العلاج من أجل تجميد البويضات؟

يُعدُّ هذا العلاج خيارًا آمنًا وناجعًا، ويتسم بأن مخاطره قليلة. من الممكن أن تظهر بعض الأعراض الجانبية خلال فترة تجميد البويضات، مثل الشعور بالانتفاخ، الصداع، أو الألم في الثدي.

على الرغم من ذلك، يستطيع الكثير من المرضى التغلب على هذه الأعراض وتقليل تأثيرها. الأعراض قد تختلف بشكل طفيف من شخص لآخر، ومع ذلك، يعتبر تضخم المبيض من الآثار الجانبية الأساسية لهذا النوع من العلاج الهرموني.

فوائد تجميد البويضات

تتاح للنساء عبر تقنية تجميد البويضات إمكانية تأجيل مشروع الأمومة إلى وقت يخترنه، حتى وإن كنّ في مرحلة ما بعد الإنجاب الطبيعي. يُمكن لكلٍ من النساء المتزوجات وغير المتزوجات استخدام هذه التقنية.

تختار بعض النساء الأكثر عرضة لفقدان الخصوبة هذه الطريقة للأسباب التالية:

  • مرضى السرطان الذين يتلقون علاجات قد تؤثر سلبًا على الخصوبة، مثل العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي في منطقة الحوض.
  • الأفراد الذين يعانون من أمراض أو يخضعون لجراحات قد تؤدي إلى تلف المبايض.
  • الأشخاص الحاملين لطفرات جينية تقتضي استئصال المبيضين للوقاية من مضاعفات مستقبلية.
  • النساء اللاتي تزيد لديهن احتمالات الإصابة بفشل المبيض المبكر، سواء بسبب حالات كروموسومية كمتلازمة تيرنر، أو بسبب وجود تاريخ عائلي لانقطاع الطمث المبكر.
  • النساء اللواتي يفضلن تأجيل حملهن لظروف شخصية أو مهنية.

كيفية تجميد البويضات

لحفظ البويضات لمدة طويلة، يتم استخدام مادة خاصة تعرف بمادة الحماية من التجمد، حيث تُضاف هذه المادة إلى البويضات لتأمين سلامتها أثناء تبريدها بطريقة التزجيج، وهي عملية تبريد فائق السرعة باستخدام النيتروجين السائل.

تُخزن هذه البويضات بعد ذلك في بيئة شديدة البرودة تصل إلى 196 درجة مئوية تحت الصفر، مما يمكن من الحفاظ على جودتها لفترات طويلة قد تمتد لعدة عقود.

عندما تقرر المرأة البدء في مرحلة الإنجاب، تُعاد البويضات المجمدة إلى الحرارة بواسطة سائل خاص لتذويبها، وبعد ذلك يتم تحليل وتقييم هذه البويضات لاستخدامها في التلقيح بواسطة تقنية الحقن المجهري للنطفة.

ما هي أضرار تجميد البويضات؟

تتميز تقنية تجميد البويضات بأنها آمنة ولا تزيد من فرصة حدوث تشوهات خلقية أو مشاكل خلال فترة الحمل، كما أن هناك العديد من الأطفال قد جاؤوا إلى الحياة باعتماد هذه التقنية بنجاح.

في حالات نادرة، قد تسبب هذه العملية بعض المضاعفات، مثل متلازمة فرط تحفيز المبيض، التي تحدث نتيجة لتحفيز التبويض الزائد، مما يؤدي لتضخم المبايض وتجمع السوائل في منطقة الحوض وقد تشكل خطرًا في بعض الأوقات.

كذلك، قد تظهر مشاكل أخرى مثل العدوى أو النزيف خلال عملية استخراج البويضات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

© 2025 تفسير الاحلام. جميع الحقوق محفوظة. | تم التصميم بواسطة A-Plan Agency