تجارب مريضات السكر مع الحمل
أود أن أشارك تجربتي الصحية كمريضة سكري مع الحمل، وهي تجربة كانت مليئة بالتحديات والدروس المستفادة. كان علي أن أواجه العديد من التحديات الصحية التي تأتي مع الحمل بالإضافة إلى مرض السكري، ولكن مع الدعم والإرشاد المناسبين، تمكنت من التغلب على هذه التحديات بنجاح.
منذ اللحظة التي علمت فيها بحملي، أدركت أنني سأحتاج إلى مراقبة مستويات السكر في الدم بشكل أكثر دقة وانتظاماً من أي وقت مضى. كان من الضروري التعاون الوثيق مع طبيبي لتعديل جرعات الأنسولين بما يتناسب مع التغيرات الهرمونية والفسيولوجية التي تحدث خلال الحمل. كما كان علي أن أتبع نظاماً غذائياً متوازناً يركز على الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية والمنخفضة في السكريات البسيطة، للحفاظ على مستويات السكر في الدم ضمن النطاق المستهدف.
لعبت الرياضة دوراً هاماً في رحلتي الصحية خلال الحمل. وجدت أن التمارين الخفيفة إلى المعتدلة، مثل المشي والسباحة، ليست فقط آمنة خلال الحمل ولكنها أيضاً تساعد في تحسين التحكم في مستويات السكر في الدم وتقليل خطر الإصابة بسكري الحمل.
كانت الزيارات المنتظمة إلى طبيب النساء والتوليد واختصاصي الغدد الصماء من الأمور الحيوية لضمان سير الحمل بشكل صحي وآمن. خلال هذه الزيارات، كنت أخضع لفحوصات دورية لمراقبة صحة الجنين وتطور الحمل، بالإضافة إلى تعديل خطة العلاج الخاصة بي حسب الحاجة.
أحد الدروس المهمة التي تعلمتها خلال هذه التجربة هو أهمية الدعم النفسي والعاطفي. كان لدعم عائلتي وأصدقائي وفريق الرعاية الصحية الخاص بي تأثير كبير على قدرتي على التعامل مع التحديات الصحية والعاطفية التي واجهتها. كما أن الانضمام إلى مجموعات الدعم للنساء الحوامل المصابات بمرض السكري كان مفيداً للغاية، حيث وجدت فيها مصدراً للمعلومات القيمة والدعم العاطفي.
في الختام، كانت تجربتي الصحية كمريضة سكري مع الحمل تجربة ملهمة ومفعمة بالتحديات. علمتني أهمية الرعاية الذاتية والمتابعة الدقيقة والتعاون الوثيق مع فريق الرعاية الصحية. وأود أن أشجع أي امرأة تواجه موقفاً مشابهاً على طلب الدعم والمشورة الطبية المناسبة، وأن تثق بأنه بالإمكان إدارة مرض السكري بنجاح خلال الحمل لضمان صحة وسلامة كل من الأم والطفل.
كيف يؤثر مرض السكري على الحمل؟
عند الفتيات المصابات بمرض السكري، قد تبدأ الدورة الشهرية في مرحلة أكبر سنًا وتنتهي أبكر، مما يقلص فترة الخصوبة لديهن، ويمكن أن يتسبب مرض السكري أيضًا في ظهور مشاكل تتعلق بعدم انتظام الدورة الشهرية، وأحيانًا قد لا تحدث الإباضة بشكل طبيعي.
كذلك، تفرز الغدد في جسم المرأة المصابة بالسكري هرمونات بطريقة يمكن أن تسبب تطور تكيسات على المبايض. هذه التكيسات قد تؤدي إلى ظهور متلازمة تكيس المبايض، التي تمنع الدورة الشهرية تمامًا أو تسبب نمو بويضات لم تكتمل نضجها، وكل هذا بسبب تحولات مستويات السكر في الدم.
إضافة إلى ذلك، يمكن لمرض السكري أن يؤثر سلبًا على التوازن الهرموني من خلال التأثير على النظام الأساسي المعروف باسم المحور الوطائي-النخامي-التناسلي (محور HPG).
قد يؤدي ذلك إلى اضطراب في إفراز الهرمون المنظم للغدد التناسلية (GnRH) التي تنبع من الوطاء أو التحت مهاد، مما يؤدي إلى إفراز مستمر بدلاً من كونه متقطعًا، وهو ما يتسبب في انخفاض مستوى هرمون LH الضروري لتنظيم الدورة الشهرية وتحفيز الإباضة.
ما تأثير مرض السكري على الجنين؟
من المؤثرات السلبية لمرض السكري على الحمل ظهور بعض المشكلات الصحية للجنين، ومنها:
فقدان الحمل، حيث تواجه ما بين 9 إلى 14% من الحوامل المصابات بهذا المرض هذه المشكلة، وتعتمد احتمالية حدوثها إلى حد كبير على مستويات السكر في الدم.
التشوهات الجنينية، التي تظهر بمعدل يفوق أربع مرات في الأجنة الناتجة عن أمهات مصابات بالسكري مقارنة بالأمهات السليمات، خصوصًا السكري الذي يتطور في الأسابيع الثلاثة عشر الأولى من الحمل.
التضخم الجنيني، حيث يكون وزن الطفل عند الولادة أعلى من 4000 غرام، وهذا يحدث لنحو 15 إلى 45% من أطفال الأمهات المصابات بالسكري.
بالرغم من أن بعض الأجنة يتمتعون بوزن مرتفع عند الولادة، إلا أن هناك أجنة يولدون بوزن منخفض، مما قد يكون ناتجًا عن اعتلال الأوعية الدموية بين الأمهات اللواتي يعانين من مضاعفات السكري أثناء فترة الحمل.
اجراءات يجب اتباعها اثناء الحمل مع مرضى السكري
خلال فترة الحمل، تواجه المرأة المصابة بداء السكري تحديات قد تؤثر على صحتها وصحة جنينها، ولذلك من الضروري اتخاذ خطوات وقائية وتتبع نصائح معينة لتجاوز هذه الفترة بأمان.
- في الثلاثة أشهر الأولى، ينبغي على الحامل الحرص على تناول غذاء متوازن بإشراف أخصائي تغذية، للسيطرة على مستويات السكر في الدم.
- يُنصح بتنظيم الوجبات إلى ثلاث وجبات رئيسية وثلاث خفيفة يومياً.
- من المهم أيضاً ممارسة الأنشطة البدنية المناسبة والمسموح بها، بالإضافة إلى تنظيم تناول الأدوية وضبط جرعاتها طبقاً لتوجيهات الطبيب.
- يجب إجراء فحوصات دورية لقياس مستويات السكر بالدم، ومراقبة مستويات الكيتون والبروتين في البول وقياس ضغط الدم بانتظام.
- خلال الثلثين الثاني والثالث، تستمر نفس الممارسات السابقة مع تشديد على أهمية شرب كميات كافية من الماء وتجنب عصائر الفواكه، نظراً لأنها قد تسبب ارتفاع في مستويات السكر بالدم.
- تعتبر هذه الفترات حساسة، حيث يجب الالتزام بجميع التوجيهات الطبية لضمان نمو الجنين بصحة جيدة مع الحفاظ على استقرار حالة الأم.